Happy Chinese New Year

النجاة : قصة قصيرة بقلم الدكتورة مرفت محرم


النجاة
كنت فى الركن الركين من بيتنا الكئيب الحزين؛ أتابع التلفاز الذى فاز منذ زمن؛ بوقتى الثمين الذى أضحى بلا ثمن.... رغم كونى فى مقتبل العمر والشباب؛ والعلم والصحة والعافية عندى؛ تسألنى عن مستقبلى فلا أدرى (يعجزنى الجواب) ...

مضت ساعات وأنا فى حالة اندماج مع مسلسل (النجاة) الذى شاهدته عشرات المرات بإعجاب؛ وفجأة وبلا مقدمات أو أسباب سمعت طرقاً عنيفاً على الباب؛ تجمد الدم فى عروقى وتسرب الشك والارتياب؛ من ياترى هذا الذى يأتينا فى ليلنا البهيم، على هذا النحو المفزع المهين؟!!

دقات قلبى تزداد كلما ازدادت الطرقات المجنونة على الباب الذى كاد يخر صريعاً؛ بحذر شديد وخوف رهيب امتدت يدى كمن سرق فاتحاً؛ وجسدى يتصبب من العرق مالحاً كالحاً
فإذا بالجيران يستغيثون ويصرخون وحولهم الناس؛ فقد شبت النار من مدفأة  جارنا واشتبكت مع الأثاث، وهم يخشون انتقالها المحتوم؛ إلى منزلنا الواقع فى التماس مع اللهيب المحموم ....

أذهلتنى المفاجأة وشلت حركتى؛ وعجزت قدماى على حملى، والعرق ينسكب منى، والرعب والفزع يلاحقنى....

وفى أقل من ثانية واحدة؛ انتقلت النيران وأمسكت بالنافذة، وبدأ الدخان ينتشر فى المكان بسرعة رهيبة، وكثافة عجيبة؛ حجبت رؤيتى لمن كان أمامى ؛ واختلطت أصوات الاستغاثات من حولى؛ الرائحة تخنقنى تخنقنى بشدة؛ فصحت بحدة:
ـ النار ... النار ... النجدة ... الن ج د ة

فإذا بيد أمى الحنون توقظنى من النوم:
ـ إصح يا ولدى الحبيب، سينجيك الله بفرجه القريب . 
أنشأ هذا الموقع ويحرره الكاتب الأديب مجدى شلبى 0108784120